بسم الله الرحمن الرحيم
تتبع العورات
من أكثر الأمراض الأخلاقية والآفات الاجتماعية التي يعاني منها بعض الأفراد والمجتمعات
تتبع العورات:
وهو متابعة البحث، والتفتيش عما خفي مما يستحيي الناس، ويستنكفون من إظهاره صواباً أو خطأ، مدحاً أو قدحاً،
ومن قبل قال الله عز وجل
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه
واتقوا الله إن الله تواب رحيم
ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم
يا معشر مَنْ آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم، يتبع الله عورته، ومن تتبع
الله عورته يفضحه في بيته
صور تتبع العورات
1- سؤال الناس بإلحاح عن خاصة شؤونهم، وأحوالهم.
2- التنصت على الناس في أحاديثهم، ومتابعة سلوكهم.
3- اختلاس النظر في بيوت الناس.
4- دخول البيوت بغير إذن من أهلها.
أسباب تتبع العورات :
1- سوء التربية الأسرية:
ذلك أن الأسرة إذا كانت حياتها مبنية على تتبع العورات، ولم تتعهد صغارها على الأقل بالتنفير من هذا الفعل، وتقبيحه، فإنه ينشأ وفي دمه
الاطلاع على العورات، بل الترصد لها، والتجسس عليها.
2- ضعف الإيمان:
ذلك أن المرء إذا كان ضعيف الإيمان بالله، والعاقبة، والمصير: استهان بالعورات، ففتش عنها، وتجسس عليها بكل الأساليب والوسائل.
3- أصدقاء السوء:
ذلك أن المرء إذا عاش بين أصدقاء السوء، وكان من أخلاقهم تتبع العورات، والتفتيش عنها، والتجسس عليها، فإنه يتأثر بهم غالباً، لا سيما إذا
لم يكن قوي الشخصية.
4- مرض القلب:
ذلك أن المرء إذا كان مريض القلب لاقترافه المعاصي والسيئات فإنه يستهين بالعورات، ويعمل بطريقة أو بأخرى على ترصدها،
واقتناص ما يُمكن اقتناصه منها.
5- الاستخدام من قبل جهات لا تخشى الله والدار الآخرة:
ذلك أن هناك جهات لا تخشى الله والدار الآخرة، وليس لها همٌّ سوى الاطلاع على العورات، وتوظيفها بما يناسب أهواءها، ومشاربها، وقد لا
تستطيع الوصول إلى ما تريد بنفسها، أو تستطيع ولكنها لا تحب الكشف عن هويتها فتستخدم بعض الأغرار في تتبع العورات والتجسس عليها.
7- الظفر بالعثرات لتكون أداة ضغط لخدمة أهداف معينة:
ذلك أن المتربصين بالناس الدوائر، قد لا يجدون تحقيق أهداف بعينها إلا عند طائفة ما من الناس، ويصعب عليهم شراء ذمم هؤلاء، ولا يبقى
أمامهم سوى الظفر ببعض العثرات، حيث إن كل بني آدم خطاء، ويجعلون من هذه العثرات أدوات ضغط على هذه الطائفة لتحقيق ما يريدون.
8- تقصير المجتمع في واجبه نحو متتبعي العورات:
ذلك أن على المجتمع أن يقوم نحو بعضه البعض بواجب إنكار المنكر، وإلا تحولت الأرض إلى بؤرة من الشر والفساد، يشيع فيها انتهاك
الحرمات. وتتبع العورات مِنْ أنكر المنكرات، وحين يقصِّر المجتمع في واجبه نحوه، يشيع ويتفشى بين الناس حتى يصير كأنه السمة العامة للمجتمع.
مايترتب على تتبع العورات
1- زرع الأحقاد، والضغائن في النفوس:
ذلك أن لكل حرمته في دينه، ودمه، وعقله، وعرضه، وماله، وإذا ما انتهكت هذه الحرمة، فإنها تورث في النفس الأحقاد، والضغائن من باب
غضبة المرء لحرماته، لا سيما إذا عجز هذا المرء عن الثأر لهذه الحرمات.
2- التورط في مزيد من الفسق والفجور:
ذلك أن المتتبع لعورات الناس، قد يطلع على ما يسوء ولا تحمد عقباه، فيقوده ذلك إلى مزيد من الفسق، والفجور، كالغيبة، والنميمة وحب الثأر
المتمثل في سفك دم أو انتهاك عرض أو سلب مال ونحو ذلك،
3- حلول الغضب الإلهي:
ذلك أن المتتبع لعورات الناس، قد خالف حكم الله ورسوله { في حرمة التجسس، وتتبع عورات الناس، ومن يخالف حكم الله ويتمادى في ذلك، ولا
يتوب يحلل عليه الغضب الإلهي،
وقد قال الحق سبحانه:
ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى"
4- الفضيحة في الدنيا والآخرة
يتمثل الغضب الإلهي الذي ينزل بمن يتتبع عورات الناس في صور لا حصر لها، ومنها فضيحة الدنيا والآخرة جزاءً وفاقاً
لأنه فضح الناس ففضحه الله عز وجل
5- هدر المتتبع لعورات الناس حرمات نفسه
ذلك أن المتتبع لعورات الناس قد أهدر حرمة الآخرين وأقل عقاب له في الدنيا أن تهدر حرمته هو، من باب
وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين 0
وهذا ما نبَّه إليه النبي { في قوله
"من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حلَّ لهم أن يفقؤوا عينه، ففقؤوا عينه، فلا دية له، ولا قصاص"
6- حمل الآخرين على أن يشتغلوا بعورات غيرهم:
ذلك أن تتبع عورات الناس سيعلِّم الآخرين، لا سيما الناشئة ومن لا حصانة لديهم على أن يشتغلوا بتتبع عورات غيرهم،
فيكسب من علَّمهم ذلك: إثمين
إثم نفسه، وإثم من اقتدى به، وسار وراءه من باب
. ومن سنَّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً
تتبع العورات
من أكثر الأمراض الأخلاقية والآفات الاجتماعية التي يعاني منها بعض الأفراد والمجتمعات
تتبع العورات:
وهو متابعة البحث، والتفتيش عما خفي مما يستحيي الناس، ويستنكفون من إظهاره صواباً أو خطأ، مدحاً أو قدحاً،
ومن قبل قال الله عز وجل
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه
واتقوا الله إن الله تواب رحيم
ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم
يا معشر مَنْ آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم، يتبع الله عورته، ومن تتبع
الله عورته يفضحه في بيته
صور تتبع العورات
1- سؤال الناس بإلحاح عن خاصة شؤونهم، وأحوالهم.
2- التنصت على الناس في أحاديثهم، ومتابعة سلوكهم.
3- اختلاس النظر في بيوت الناس.
4- دخول البيوت بغير إذن من أهلها.
أسباب تتبع العورات :
1- سوء التربية الأسرية:
ذلك أن الأسرة إذا كانت حياتها مبنية على تتبع العورات، ولم تتعهد صغارها على الأقل بالتنفير من هذا الفعل، وتقبيحه، فإنه ينشأ وفي دمه
الاطلاع على العورات، بل الترصد لها، والتجسس عليها.
2- ضعف الإيمان:
ذلك أن المرء إذا كان ضعيف الإيمان بالله، والعاقبة، والمصير: استهان بالعورات، ففتش عنها، وتجسس عليها بكل الأساليب والوسائل.
3- أصدقاء السوء:
ذلك أن المرء إذا عاش بين أصدقاء السوء، وكان من أخلاقهم تتبع العورات، والتفتيش عنها، والتجسس عليها، فإنه يتأثر بهم غالباً، لا سيما إذا
لم يكن قوي الشخصية.
4- مرض القلب:
ذلك أن المرء إذا كان مريض القلب لاقترافه المعاصي والسيئات فإنه يستهين بالعورات، ويعمل بطريقة أو بأخرى على ترصدها،
واقتناص ما يُمكن اقتناصه منها.
5- الاستخدام من قبل جهات لا تخشى الله والدار الآخرة:
ذلك أن هناك جهات لا تخشى الله والدار الآخرة، وليس لها همٌّ سوى الاطلاع على العورات، وتوظيفها بما يناسب أهواءها، ومشاربها، وقد لا
تستطيع الوصول إلى ما تريد بنفسها، أو تستطيع ولكنها لا تحب الكشف عن هويتها فتستخدم بعض الأغرار في تتبع العورات والتجسس عليها.
7- الظفر بالعثرات لتكون أداة ضغط لخدمة أهداف معينة:
ذلك أن المتربصين بالناس الدوائر، قد لا يجدون تحقيق أهداف بعينها إلا عند طائفة ما من الناس، ويصعب عليهم شراء ذمم هؤلاء، ولا يبقى
أمامهم سوى الظفر ببعض العثرات، حيث إن كل بني آدم خطاء، ويجعلون من هذه العثرات أدوات ضغط على هذه الطائفة لتحقيق ما يريدون.
8- تقصير المجتمع في واجبه نحو متتبعي العورات:
ذلك أن على المجتمع أن يقوم نحو بعضه البعض بواجب إنكار المنكر، وإلا تحولت الأرض إلى بؤرة من الشر والفساد، يشيع فيها انتهاك
الحرمات. وتتبع العورات مِنْ أنكر المنكرات، وحين يقصِّر المجتمع في واجبه نحوه، يشيع ويتفشى بين الناس حتى يصير كأنه السمة العامة للمجتمع.
مايترتب على تتبع العورات
1- زرع الأحقاد، والضغائن في النفوس:
ذلك أن لكل حرمته في دينه، ودمه، وعقله، وعرضه، وماله، وإذا ما انتهكت هذه الحرمة، فإنها تورث في النفس الأحقاد، والضغائن من باب
غضبة المرء لحرماته، لا سيما إذا عجز هذا المرء عن الثأر لهذه الحرمات.
2- التورط في مزيد من الفسق والفجور:
ذلك أن المتتبع لعورات الناس، قد يطلع على ما يسوء ولا تحمد عقباه، فيقوده ذلك إلى مزيد من الفسق، والفجور، كالغيبة، والنميمة وحب الثأر
المتمثل في سفك دم أو انتهاك عرض أو سلب مال ونحو ذلك،
3- حلول الغضب الإلهي:
ذلك أن المتتبع لعورات الناس، قد خالف حكم الله ورسوله { في حرمة التجسس، وتتبع عورات الناس، ومن يخالف حكم الله ويتمادى في ذلك، ولا
يتوب يحلل عليه الغضب الإلهي،
وقد قال الحق سبحانه:
ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى"
4- الفضيحة في الدنيا والآخرة
يتمثل الغضب الإلهي الذي ينزل بمن يتتبع عورات الناس في صور لا حصر لها، ومنها فضيحة الدنيا والآخرة جزاءً وفاقاً
لأنه فضح الناس ففضحه الله عز وجل
5- هدر المتتبع لعورات الناس حرمات نفسه
ذلك أن المتتبع لعورات الناس قد أهدر حرمة الآخرين وأقل عقاب له في الدنيا أن تهدر حرمته هو، من باب
وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين 0
وهذا ما نبَّه إليه النبي { في قوله
"من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حلَّ لهم أن يفقؤوا عينه، ففقؤوا عينه، فلا دية له، ولا قصاص"
6- حمل الآخرين على أن يشتغلوا بعورات غيرهم:
ذلك أن تتبع عورات الناس سيعلِّم الآخرين، لا سيما الناشئة ومن لا حصانة لديهم على أن يشتغلوا بتتبع عورات غيرهم،
فيكسب من علَّمهم ذلك: إثمين
إثم نفسه، وإثم من اقتدى به، وسار وراءه من باب
. ومن سنَّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً